التخطي إلى المحتوى الرئيسي

اثار التكنولوجيا على الاطفال


لاحظنا في السنين الأخيرة الانتشار الواسع للتكنولوجيا في منازلا، فلا يكاد يخلو منزل من التكنولوجيا بمختلف صورها ، وهذا أمر لا بد منه لكي نواكب التطور ونستغل فوائد هذه التكنولوجيا بأكبر قدر ممكن.

ولكن وكما نعلم فإن لكل شيء إيجابيات وسلبيات، فإن التكنولوجيا لها كثير من السلبيات حتى على البالغين كإساءة استخدامها والادمان عليها، فنرى العديد من الشبان الذين لا يكادون أن يخلو سبيل هواتفهم لبضع دقائق الا وقد عادوا لها ثانيةً، بالإضافة إلى تأثيرها على مزاج الأشخاص، ولها العديد من السلبيات الأخرى ولكننا سنركز على تأثيرها على أطفالنا.

بالطبع لا يمكننا منع اطفالنا عن التكنولوجيا بشكل كامل لان التكنولوجيا شيء لا يمكننا الاستغناء عنه شئنا ام ابينا وعندما يكبر ابناؤنا لاشك انهم سيستخدمون التكنولوجيا فهي من اهم الوسائل للجيل الجديد لكي يتمكنو من التواصل مع هذا العالم ومعرفة اخباره واخر التطورات والاستفادة من المعلومات في مختلف التخصصات.

 ولكن ما يمكننا فعله هو الحد من تأثيرها السلبي عليهم، ولكن يجب ان نعرف اولا ما هو تاثيرها في سبيل معرفة طرق العلاج وتربية ابنائنا بطريقة واعية وعملية، لا تحرمهم من التكنولوجيا ولكن تقدمها لهم بصورة صحيحة ومدروسة، حتى يتأقلم على وجودها وعدم اعتبارها شيء خاطئ. 

1. التأثير على تصرفاته 

إن عقل الطفل الصغير كالاسفنجة فاي شيء يتلقاه سيؤثر على عقله سواء بالسلب أو الإيجاب، فعقله لا يزال في مرحلة تجميع المعلومات والتعرف على هذا العالم، فإن كل شيء يراه هو شيء جديد عليه يحاول أن يصنفه ويدركه، إن إدراك الطفل للمعلومات يختلف عن أدركنا، فهو عندما يرى تصرفا أو معلومة جديدة لا يميز الصحيح من الخاطئ بسبب غياب الخبرة السابقة في هذا التصرف، فهنا قد يصنف شيء ما على أنه تصرف سليم ويحاول فعله، قد يكون هذا التصرف اي شيء بدءأً من امورٍ صغيرة إلى أمور أكبر وأكثر شذوذا، قد يلاحضها الأهل ويتداركوا الأمر من خلال افهامه لطبيعة هذا التصرف على أنه خطأ ولكن الطفل العنيد قد لا يرتدع ويحاول تكرير هذا الفعل ثانيةً بعيداً عن عيون والديه. او والاسوء ان لا يلاحظه الاهل ويكبر هذا التصرف معه فهذا سينعكس بالتاكيد على حياته في المستقبل. 

كيف تتجنب هذا التأثير:

ما يجب على الاهل فعله هو ان يراقبوا تصرفات ابنائهم بشكل جيد وتعويده على ان يُسأل عن اي فعل يقوم به ليس باسلوب الترهيب بل باسلوب اللين والملاطفة، فيجب ان تعرف مصدر هذه التصرفات حتى وان كانت صحيحة وتعرف من اين تعلمها، فتعويده على هذا النوع من المعامله سيجعله اكثر ثقة بك وبالتأكيد سوف يُعلمك بأي تصرف جديد تعلمه ويحاول ان يجذب انتباهك لك، بالطبع عليك ان تشجعه على الشيء الحسن وان تحذره من التصرفات الخاطئة، ولكن لا تحذره باسلوب خشن بل عليك ان تحذره بلطافة وان تحاول تعريفه لماذا هذا التصرف خاطئ حتى لا يحاول تكرارها ثانية، فاذا كررها هنا بامكانك ان تاخذ موقفاً اكثر حزما ولكن لا تعنفه.. 


2. التأثير على ثقته بنفسه 

نُشرت دراسة تؤكد إن مكوث الطفل لساعات طويلة أمام شاشة الهاتف أو التلفاز، سيؤثر على طريقة تفاعل طفلك مع أقرانه مما سيكون له تأثير كبير على الحالة العقلية والعاطفية لطفلك مما سيؤدي إلى تقليل تقديره الذاتي وتقليل ثقته بنفسه أمام الآخرين، ناهيك عن انعزال الطفل حتى في منزله وإبتعاده عن والديه في أغلب الاحيان بسبب عدم مقدرته على التعبير عن نفسه وعدم قدرته على ايصال ما يرغب به، فهذا سينعكس على حياته في المستقبل ويجعله من النوع الخجول الغير قادر على التعبير عن ما يدور بداخله وسيحاول تجنب الناس والعلاقات لانه سيصبح غير قادر على التواصل معهم... 


كيف تتجنب هذا التأثير:

بالطبع عليك ان تراقب ساعات مكوثه امام الهاتف، وحاول ان يكون له وقت معين للجلوس امام الهاتف، ساعة واحدة الى ساعتين في اليوم، ولكن ليس هذا فقط عليك ان تصطحبه إلى الخارج اكثر الى الحديقة مثلا وتدعه يلعب مع اقرانه وان تشجعه على تجوبة نشاطات مختلفة او تسجيله في نادي رياضي وذلك سيعمل بشكل ممتاز على صقل شخصية أبنائك ويقلل من شغفهم الزائد بالاجهزة المحمولة. 


3. تشتيت الانتباه

قد تلاحظ ان طفلك لم يعد يستجيب لندائك في اغلب الاحيان وهذا امر يحصل تدريجيا حتى تتباطئ استجابته لاي مؤثر خارجي الا اذا كان قوياً كأن تصرخ عليه او تحركه او حتى تأخذ منه الهاتف، وذلك يحدث بسبب تركيز الطفل كامل انتباهه على شاشة الهاتف، فبالتي تتباطئ استجابته تدريجياً.


كيف تتجنب هذا التأثير؟  

اذا كان في المراحل المبكرة:

 فيستجيب طفلك ولكن بعد مناداته اكثر من مره عليك ان تعلمه انه يجب ان يستجيب بأسرع وقت وبامكانك ان تعوده على هذا من خلال ان تعطيه جائزة اذا استجاب بسرعه ومن اول مره وان تمنعه منها اذا تأخر، هذا سينمي تركيز طفلك بشكل كبير ويصبح واعيا اكثر لما يحدث من حوله. 


اذا كان في المراحل المتأخرة:

عليك ان تعوده على ان تحرمه من الهاتف اذا ما تأخر بالاستجابة او لم يستجب نهائيا حتى وان استشاط غضبا او بكى، فان تعلقه الكبير بهاتفه ومقدار الترفيه الذي يقدمه له سوف يجعله اكثر عدائية عندما يؤخذ منه، ولهذا عليك ان تكون حذرا في التعامل معه وان تحاول ان تقنعه بان هذا التصرف خاطئ وان تقترح عليه اشياء اخرى يفعلها وتقدم له النصح والإرشاد، بان تحببه بامور اخرى غير التنكولوجيا، كالالعاب المشتركة والخروج في نزهة او غيرها من الامور، وان تحذره انه اذا ما استجاب لك فانك سوف تحرمه من الهاتف. 


٤. اتخاذهم شخصيات تافهة كقدوة وتقديسهم

كما نعلم في وقتنا الحاضر ظهر الكثير من الشبان والشابات على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي مثل اليوتيوب والانستغرام والفيس بوك وغيرها والذين يعرضون محتوى فارغ لا وتافه لا يفيد بأي شكل من الاشكال مثل قنوات التحديات، كأن يغطس نفسه بالنوتيلا، او تحدي ان يأكل كمية كبيرة من الشاورما، وغيرها الكثير من القنوات والحسابات التي تنشر امورا ليس لها اي صلة بالواقع وانما هدفها جلب المشاهدات والاستحواذ على عقول الاطفال.. ان اتخاذ طفلك لمثل هذه الشخصيات كقدوة بامكانه ان يؤثر على ما يريده في الحياة، فسيؤثر هذا على تفكيره وعلى منظوره للحياة فهو سيتعبرهم قدوته وتصل الي ان يقدس ما يفعلونه مهما كان فهو امر صحيح وسوف يحاول فعله، وبالطبع سيدافع عنهم قدر استطاعته فهم ابطاله المقدسون. 


كيف تتجنب هذا الأمر؟ 

اولا: عليك ان تجعل له قدوة اعظم واشرف من هذه التفاهات، سيدنا وحبيبنا محمد (صل الله عليه وسلم)، عليك ان تحببهم به وتخبرهم عن سيرته النبوية وعن مواقفه العظيمه.  

ثانيا: اصنع لهم قدوة من نفسك 

تصرف معهم دائما بحب وافعل ما تحب ان تراه يفعلونه، لا ترفع صوتك عليهم اذا ما اردتهم ان لا يرفعوه، علمهم الاخلاق وامور الدين، قربهم اليك بقدر استطاعتك ولا تنشغل عنهم، فغالبا ما ينشغل الاباء عن ابنائهم ويتوقعون منهم ان يكونوا كما يريدون، وهذا شيء نادر الحدوث، عليك ان تجعلهم يرونك قدوة بالاخلاق والتعامل والعلم. 

ثالثاً: تعريفهم على قنوات مفيدة هادفة تحتوي على محتوى مفيد وموجه للاطفال بسنهم.

رابعاً : اذا واجهت ان ابنك يتخذ شخصاً تافهاً كقدوة، ماذا عليك ان تفعل؟ عليك ان لا تسخر من طفلك لانه يتابعه ولا تحاول السخرية منه، لانه سوف يدافع عنه بطبيعة الأمر، ولكن عليك ان تجذب انتباهه لامور اخرى وان تحلس معه وتتابعوا سوية شيئاً مختلف تراه انت قدوة حسنة له وتحاول اظهار الايجابيات بهذا الشخص، بعدها افتح معه الموضوع عن ذلك الشخص وعلمه انه لا يفيده وان ذلك الشخص ليس جيداً ولا يحمل اي رسالة ويخرب له عقله بطريقة لينة ولطيفة.

اكيف امنع بني من الموبايل، ابني يبكي عندما اخذ التلفون منه ، كيف اربي ابنائي، طفلي، تربية الطفل المسلم، كيف امنع ابني من لعبة ببجي، كيف امنع ابني من التلفون تربية الطفل، كيف اربي عيالي، متى تبدأ تربية الطفل، طفلي لا يستجيب، اثار التكنولوجيا على الاطفال،  طفلي مدمن على الهاتف، ابني مدمن على الهاتف، كيف اتخلص من ادمان طفلي على الهاتف، بدائل الموبايل للاطفال












تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سنفور بيك، اول يوم في الجامعة

مرحلة بداية الدراسة في الجامعة هي مرحلة تمثل نقلة نوعية في حياة جميع الطلاب، ستتعرف معنا على أهم الأمور التي يجب ان تعرفها عند بدئك حياتك الجامعية خارج سور المدرسة الذي لا طالما تعودنا على الهروب من فوقه ،،  في البداية عليك ان تعرف ان المرحلة الجامعية ليست بالشيئ الصعب ، اعلم انها فترة انتقالية فحسب ففي النهاية ستعتاد عليها ولكن عليك ان تبدأها بداية صحيحة وتعرف ماذا تفعل وتتعلم كيف تتواصل مع كل من دكاترتك وزملائك .  وهذه بعض النصائح لكي تتأقلم مع الجامعة بشكل صحيح :  1. عليك ان تعرف كل ما تستطيع معرفته عن تخصصك الجامعي  ابحث في الانترنت ووسع مداركك عن التخصص والمواد التي ستقطعها من خلال الخطة الدراسية التي ستجدها ععلى الموقع الالكتروني للجامعة.   لكل تخصص في الجامعة خطة مواد تبين لك جميع المواد التي سوف تدرسها خلال دراستك والتي تنقسم الى :  1) المواد الإجبارية : والتي تكون بالعادة اجبارية لجميع التخصصات ويجب ان تكملها جميعها وهي مشتركةة بين جميع   طلاب الجامعة    2) المواد الإختيارية : والتي تكون حسب الجامعة اما 6 أ...

قصة ليلى

ليلي هي أفضل صديقة لي وهي تبلغ من العمر 20 عامًا ، التقيت بها في المدرسة ، وهي فتاة مرحة ذات طبيعة ساحرة، تجذب الأنظار بسهولة كما اعتادت على أن تحصل على الفتى الذي تريده بسهولة شديدة لأن الجميع كان يلاحظها ويريد التحدث معها بسبب جاذبيتها وجمالها.  وبما أنني كنت أقل جاذبية وأقل جمالا ، فقد كنت أشعر بالغيرة منها ، لكنني أحببتها رغم ذلك ولم أترك مشاعري تتغير حولها أبدًا ، فهي أفضل صديق لي على الرغم من كل شيء ، كنا نخرج في اغلب الاوقات الى مقهى قريب من منطقتنا ، مع صديقاتنا سمر وعنود ، كانت لدينا صداقة قوية ، كنا دائمًا نتسكع معًا في عطلات نهاية الأسبوع ، لمتابعة أخبار بعضنا البعض. ذات يوم اكتشفت أن ليلي كانت تواعد سالم ابن عمي ، دعني أخبرك المزيد عن سالم ، لقد عشت طفولة جميلة مع سالم ، اعتدنا لعب كرة القدم في الشارع، ونتشارك الألعاب الصبيانية الأخرى مع باقي اولاد الحي،  ودائمًا ما كنت أحبه واحب قضاء الوقت معه ، حتى بعدما كبرنا كنا نقضي اوقات جميلة في مزرعة جدي ونروي القصص ونتحدث عن حياتي وحياته، لكنني لم أخره ابداً عن حبي له ، أو لم اكن متأكده من هذا الشعور، ظننت انه مجرد اعجاب ا...